شتم اللاعبين وشهر رمضان على "إنستغرام".. المغاربة يجبرون إدارة فندق المنتخب الوطني بمدريد على فصل موظف عنصري
وجد الفندق الذي يقيم فيه المنتخب المغربي في العاصمة الإسبانية مدريد، نفسه في موقف لا يُحسد عليه بعد أن ورطه أحد موظفيه في سلوكات عنصرية، بعد أن طلبت منه الإدارة العمل قُبيل الفجر من أجل إعداد وجبة السحور للاعبين والفريق التقني، ما دفعه لمهاجمة شعائر الدين الإسلامي وإلى وصف المغاربة بـ"الموروس"، قبل أن يعود ليعتذر ويُعلن فقدانه لعمله.
وحول المتابعون المغاربة حياة الموظف المدعو أوسكار إلى جحيم، كما استهدفوا الفندق التابع لمجموعة "أورو ستارز" ليتسببوا في خفض تقييماته على المواقع الخاصة بالسياحة، وذلك بسبب قيام الموظف بتوجيه الكلام النابي في حق اللاعبين المغاربة الذين وصفهم بـ"الموريسكيين"، كما وجه سيلا من الشتائم لشهر رمضان الذي قال إنه يكرهه.
ووضع الموظف صورة له رفقة مجموعة من العملين، قائلا إن الإدارة أجبرتهم على العمل في الساعات الأولى من الصباح لأن لاعبي المنتخب الوطني صائمون وعليهم أن يحظوا بوجبة الفطور، معلقا أنه "يكره" شهر رمضان، واصفا المغاربة بـ"الموروس" وهي كلمة ذات حمولة عنصرية، كما أرفق كتاباته عبر "إنستاغرام" بأوصاف شنيعة مثل وصف اللاعبين بـ"العاهرات".
لكن، يبدو أن الموظف لم يكن يتوقع أن تنتشر تعليقاته كالنار في الهشيم خلال وقت وجيز، حيث وصلت إلى العديد من الحسابات المغربية مرفوقة بعنوان حساب المعني بالأمر، هذا الأخير الذي تلقى سيلا من الانتقادات، كما توصلت إدارة الفندق والشركة التي تملكهُ برسائل تتهمهما بالعنصرية، وقامت المتفاعلون عبر الانترنت بتخفيض تصنيف الفندق بشل كبير خلال ساعات.
أما الموظف فحاول تدارك الأمر، حيث قام بحذف كل تلك المنشورات كما أزال كل صوره الشخصية التي كانت على حسابه في "إنستغرام"، لكنه بدا متناقضا في مبرراته، حيث اعتذر في البداية لجميع المغاربة باللغتين الإنجليزية والإسبانية، ثم ادعى أنه كان مريضا وأن إدارة الفندق أجبرته على العمل إلى ساعة متأخرة، معبرا عن ندمه عما قام بنشره.
ثم قام الموظف نفسه بنشر إحدى كتاباته وزعم أن الأمر يتعلق بـ"أخبار كاذبة"، قبل أن ينشر استعطافا موجها للمغاربة من أجل أن يتوقفوا عن بعث رسائل إلى إدارة الفندق عبر صفحتها الرسمية وأيضا للاعبي المنتخب المغربي، خوفا من أن يفقد عمله، وأرفق إحدى منشوراته بعبارة "أرجوكم توقفوا" باللغة العربية، مضيفا أنه يعتذر بشدة.
لكن رغم ذلك يبدو أن إدارة الفندق لم تدع مقام الموظف "العنصري" يطول كثيرا، خصوصا في ظل مطالب الجماهير المغربية للمنتخب الوطني بمغادرته، وربط اسمه بتلك السلوكات المشينة، حيث نشر المعني بالأمر رسالة بالعربية جاء فيها "أعلم أن رمضان شهر مهم لجميع المسلمين وخاصة المغاربة، أنا آسف حقا لبعض السلوكات التي قمت بها، لقد كلفني هذا عملي الذي فقدته".
ويوجد المنتخب الوطني المغربي بمدريد لخوض ثاني مبارياته الودية خلال فترة المباريات الدولية الحالية، ضد منتخب البيرو، وهي أيضا ثاني مباراة له بعد إنجازه التاريخي في كأس العالم 2022 بقطر، التي وصل فيها لنصف النهائي بعد أن أقصى في طريقه المنتخب الإسباني في ثمن النهائي، وكان "أسود الأطلس" قد هزموا البرازيل بملعب طنجة في أول ظهور لهم بعد المونديال.